الحجج البالغة على تجرّد النفس الناطقة

قائمة الکتاب

البحث

البحث في الحجج البالغة على تجرّد النفس الناطقة

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

الحجج البالغة على تجرّد النفس الناطقة

الحجج البالغة على تجرّد النفس الناطقة

الحجج البالغة على تجرّد النفس الناطقة

تحمیل

شارك

كان العلم به غير قابل للقسمة.

أمّا المقدّمة الثالثة ـ وهي أنّ العلم إذا لم يكن قابلا للقسمة وجب أن يكون الموصوف به غير قابل للقسمة ـ فالذى يدلّ عليه أنّ كلّ ما كان قابلا للقسمة افترض فيه جزءان ، فالعرض الحاصل فيه إمّا أن يكون بتمامه حاصلا في كل واحد من النصفين ، أو يكون بتمامه حاصلا في أحد النصفين دون الثانى ، أو يكون بعضه حاصلا في أحد نصفيه والبعض الآخر (والنصف الآخر) منه حاصلا في النصف الآخر من المحلّ (في النصف الثانى من المحل ـ خ ل) ، أو لا يكون شي‏ء من ذلك :

أمّا الأوّل وهو أن يحصل بتمامه في هذا النصف وبتمامه في النصف الثانى فهذا يقتضى حصول العرض الواحد في محلين دفعة واحدة وهو محال. (دفعة وهو محال ـ خ ل).

وأمّا الثانى ـ وهو أن يحصل بتمامه في أحد النصفين منه دون الثانى ـ فحينئذ ننقل الكلام إلى ذلك النصف فإنّ ذلك النصف إن كان منقسما عاد الكلام فيه فيلزم أن يكون حاصلا في نصف ذلك النصف ، وبالجملة فكل ما يكون (فكل ما كان ـ خ ل) منقسما فإنّ ذلك العرض لا يكون حالا فيه ، وهذا يلزمه من باب عكس النقيض انّ ما يكون ذلك العرض حالا فيه فإنّه لا يكون منقسما.

وأما الثالث ـ وهو أن يقال بتوزع الحال على المحل ـ فهذا يقتضى انقسام الحال وقد بيّنا أنّه محال.

وأما الرابع ـ وهو أن لا يكون شي‏ء من هذه الأقسام ـ فهذا محال وذلك لأنّه إذا كان كل واحد من أجزاء المحل خاليا عن الحالّ بالكلية ، وعن جملة أجزاء الحالّ كان كل واحد من أجزاء المحل خاليا عن الحالّ بالكلية ، ومتى كان الأمر كذلك امتنع كون المحل موصوفا بالحال والعلم به ضرورى ، فثبت أنّ الحال إذا كان غير منقسم كان المحل أيضا غير منقسم.

أما المقدّمة الرابعة ـ وهي قولنا : إنّ كل متحيز منقسم ـ فهذا بناء على مسألة نفي الجوهر الفرد وقد تقدّم القول فيه؛ وحينئذ يلزم القطع من مجموع هذه المقدّمات الأربع‏