العقلية لا يخرج عن طوق نوع البشر أيضا إلّا أن يكون فيه بعض من هو غبىّ على حدّ لا يقدر عليه كما أومأنا إليه.
ثمّ ذكر صاحب المباحث خمسة اعتراضات حول البرهان المذكور ثمّ أجاب عنها. وصاحب الأسفار لخّصها تلخيصا غير وجيه فاتى بها فيه إلّا أنّه سلك في أثناء الجواب إلى بعض ما تفرد هو به كما نشير إليه. وسياق عبارة الفخر يحكى أنّ تلك الاعتراضات أوردت على البرهان من قبل وليست من شكوكه ، لأنّه قال : «والاعتراضات الواقعة على هذه الحجة بأمرين أحدهما أنّ النقطة إلخ» ولكن صاحب الأسفار في عبارته الآتية حيث يقول : «وأمّا اعتراضات بعض المتأخرين على هذه الحجة فهي مدفوعة» ناظر بظاهره إلى قول الفخر في المباحث لأنّ عبارات حجج التجرّد في الأسفار منقولة من المباحث ، وصاحب الأسفار ناظر إليه غالبا وعبارته يشعر بأنّ الاعتراضات من الفخر وهو كما ترى. كيف كان نحن نأتى بما في الأسفار من الاعتراضات والجواب عنها ثمّ نتبعه بعض ما يفيد البرهان أيضا.
قال :
«وأمّا اعتراضات بعض المتأخرين على هذه الحجة فهي مدفوعة : منها أنّ النقطة حلّت من الجسم شيئا منقسما أو غير منقسم ، فعلى الأوّل لزم حلول غير منقسم في منقسم ، وعلى الثانى يلزم الجزء الذي لا يتجزّى.
ومنها النقص بالوحدة فانّها مع كونها من أبعد الأشياء من طباع الكثرة حالة في الجسم.
ومنها النقض بالإضافة فإنّ الأبوة مع انّها غير قابلة للانقسام حالة في الأب.
ومنها انّ القوة الوهمية جسمانية والعداوة التي يدركها أمر غير منقسم لامتناع ورود القسمة على هذه العداوة إذ لا نصف لها ولا ربع وكذا الصداقة وغيرها.
أقول أمّا اندفاع الأوّل فالتحقيق أنّ النقطة غير قائمة بنفس ذات الجسم بما هي ذات منقسمة بل قيامها للجسم باعتبار تناهى امتداده وانقطاعه فمحلّها الجسم من حيث اتصافه بالتناهى ولهذا قيل الأطراف عدمية لأنّ محلّها من حيث إنّه محلّها مشتمل