يب) برهان آخر على تجرّد النفس الناطقة تجرّدا تامّا عقليّا؛ وهو البرهان
الرابع من نفس الشفاء في أنّ قوام النفس الناطقة غير منطبعة في مادة جسمانية.
ثمّ قال الشيخ :
وأيضا فإنّ الشيء المتكثر في أجزاء الحدّ ، له من جهة التمام وحدة ما لا تنقسم ، فلينظر أنّ ذلك الوجود الوحداني من حيث هو واحد ما كيف يرتسم في المنقسم؟ ويكون الكلام فيها وفيما لا ينقسم بالحدّ واحدا.
أقول : يعنى أنّ بعض الأشياء بسيط لا ينقسم بالحدّ ، وبعضها له أجزاء حدّية لكنّ له صورة وحدانية هي جهة تمامه وتشخصه. فيسأل عن صورة البسيط المدركة ، وكذا عن صورة ذى الأجزاء الحدية المدركة ، اللتين لكل واحدة منهما وجود وحدانى من حيث هو واحد ما كيف يرتسم في المنقسم؟ فالشيء المتكثر في أجزاء الحد ، والذي لا ينقسم بالحدّ في هذا الحكم ـ وهو كون مدركهما الذي هو محل كلّ واحدة من الصورتين ـ واحد في أنّه ليس مما ينقسم أي أنّه مجرّد عن المادة الطبيعية وأحكامها.
والشيخ نقل هذا البرهان في رسالته في النفس وبقائها ومعادها أيضا. وهو البرهان الرابع فيه أيضا على ترتيب ما في نفس الشفاء ، فقال : وأيضا فإنّ الشيء المتكثر أيضا في أجزاء الحد له من جهة التمام وحدة هو بها لا ينقسم ، فتلك الوحدة بما هي وحدة فيه كيف ترتسم في المنقسم؟ وإلا فيعرض أيضا ما قلناه في غير المتكثر أجزاء حده (ص ١٢٩ ، من مجموعة الرسائل الفلسفية ، ط جامعة استانبول. وص ٨٥ و ٨٦ من ط مصر بتصحيح الأهواني).
تبصرة : هذه البراهين الأربعة المنقولة من نفس الشفاء وسائر مصنفات الشيخ ، لها