على ذلك.
وأما المحقق الطوسى فقال في التجريد : «وهي جوهر مجرّد ... ولحصول الضد» وفي كشف المراد :
هذا وجه سابع يدلّ على تجرّد النفس. وتقريره أنّ القوّة الجسمانية مع توارد الأفعال عليها وكثرتها تضعف وتكلّ لأنّها تنفعل عنها ، ولهذا فإنّ من نظر طويلا إلى قرص الشمس لا يدرك في الحال غيرها إدراكا تامّا والقوى النفسانية بالضد من ذلك فإنّ عند تكثر التعقلات تقوى وتزداد. فالحاصل عند كثرة الأفعال هو ضدّ ما يحصل للقوّة الجسمانية عند كثرة الأفعال. فهذا ما خطر لنا في معنى قوله : رحمه اللّه : ولحصول الضد. انتهى كلام الشارح العلامة (ص ١٨٧ بتصحيح الراقم وتعليقاته عليه).
تذكرة : قد تقدم ما خطر لنا في معنى قوله «ولحصول الضد» في البحث عن الحجة الثالثة من الباب الثانى ، فتذكّر.
تبصرة : ينبغى إهداء مطلب حول تقريرات هذا البرهان وهو متفرع على نقل ما في المباحث والأسفار من تقرير البرهان أيضا سيما أنّ تقرير صاحب الأسفار له دخل عظيم في تفهيم المفاد وتقريب الذهن إلى المراد. ففي المباحث :
الدليل التاسع قالوا : القوى الجسمانية تكلّ بكثرة الأفعال ولا تقوى على القوى بعد الضعف وعلة ذلك ظاهرة لأنّ القوى الجسمانية بسبب مزاولة الأفعال الكثيرة تتعرض موادها للتحلل والذبول وبسبب ذلك يعرض الضعف لها ، وأمّا القوّة العقلية فانّها لا تضعف بكثرة الأفعال وتقوى على القوى بعد الضعف فظهر أنها غير مادية أصلا.
وفي الأسفار :
الحجة التاسعة القوى البدنية تكلّ بكثرة الأفعال ولا تقوى على الضعيف بعد القوى. وعلة ذلك أنّ القوى الجسمانية المادية موادّها قابلة للتبدل والاستحالة والذبول وبسبب ذلك يعرض لها تبدل الأحوال. أمّا كلالها وضعفها فلتحلّل المادة وذبولها؛ وأمّا عدم تمكّنها من الفعل الضعيف إثر القوى فالسّر فيه أنّ القوى يناسب الأفاعيل فإنّ هذه القوى لمّا كان من شأنها الاشتداد والتضعيف والتبدّل بالاستحالة كما علمت