يز) برهان آخر على تجرّد النفس الناطقة تجرّدا تامّا عقليّا ، وهو البرهان التاسع
من نفس الشفاء في أنّ قوام النفس الناطقة غير منطبعة في مادة جسمانية :
قد نقلنا ثمانى حجج على تجرّد النفس الناطقة من الفصل الثانى من المقالة الخامسة من نفس الشفاء مع بيانها وتحقيقات منّا حول كل واحدة منها ، فاعلم أنّ الشيخ (رضوان اللّه تعالى عليه) تصدّى في ذيل الفصل المذكور بعد الإتيان بتلك البراهين لإزالة وسوسة ربما ننسخ على بعض الأوهام العامية. وقد سلك في كتاب النجاة أيضا هذا المسلك السوىّ ، وقد سمعت منّا سالفا أنّ الشيخ اقتطف كتابه النجاة من كتابه الشفاء ، ولكن الذيل المذكور في النجاة معنون بهذا العنوان : «سؤال وشرح شاف للإجابة عنه» وكأنّ هذا العنوان من مصحّح طبع النجاة (ص ١٨٠ ، ط مصر ، ١٣٥٧ هـ)؟ وكيف كان فغرضنا الآن أنّ جوابه عن السؤال متضمّن برهانا آخر على تجرّد النفس الناطقة ، كما أنّ الشيخ نفسه جعله الحجة التاسعة من رسالته في السعادة والحجج العشر على أنّ النفس الإنسانية جوهر مجرّد فتنتهى براهين الشفاء على ذلك إلى تسعة كما أومأنا إليه في صدر مقالنا حول الفصل المذكور من الشفاء. ثمّ جعله أبو البركات في المعتبر الحجّة العاشرة على تجرّدها على حذو كلام الشيخ في ذلك (ج ٢ ، ص ٣٥ ، ط حيدرآباد الدكن) ، ثمّ اتبعه باعتراض ستسمعه. ثمّ جعله صدر المتألهين في نفس الأسفار الحجة الحادية عشرة على تجرّد النفس تجرّدا تاما عقليا وبها تنتهى حجج الأسفار على ذلك (ج ٤ ، ص ٧٤ ، ط ١) ثمّ جعله الحكيم السبزوارى الدليل السابع من الحكمة المنظومة (ص ٣٠٣ ، ط اعلى) ؛ والبرهان الحادى عشر من كتابه أسرار الحكم بالفارسية (ج ١ ، ص ٢٥٣ ، بتصحيح الاستاذ العلامة الشعراني وتعليقاته عليه) فعليك