ج) ومن الأدلّة على تجرّد النفس الناطقة تجرّدا تامّا عقليّا :
أنّ بدنك أبدا في التحلّل والسيلان ، وإذا أتت الغاذية بما تأتى وإن لم يتحلّل من بدنك العتيق عند ورود الجديد لعظم بدنك جدّا ، ولو كنت أنت هذا البدن أو جزءا منه لتبدّلت أنانيتك كلّ حين ولما دام الجوهر المدرك منك فأنت أنت لا ببدنك كيف ويتحلّل وليس عندك منه خبر فأنت وراء هذه الأشياء.
أقول : هذا الدليل نقلناه من هياكل النور للسّهروردى من نسخة مخطوطة من شرح الدوانى عليها. والعبارة نقلت في طبعة مصر هكذا :
بدنك أبدا في التحلل والسيلان ولو أتت الغاذية بما تأتى به ولم يتحلّل من العتيق قبل ورود الجديد شيء لعظم بدنك جدّا ، ولمّا كان الجوهر المدرك منك ثابتا على حال واحد فأنت أنت لا ببدنك وكيف تكون أنت إيّاه وهو في التحلّل وليس عندك منه خبر فأنت وراء هذه الأشياء (ص ١١).
ثمّ إنّ ما هو مستفاد من ظاهر هذا الدليل هو أنّ الإنسان وراء هذا البدن أي يفيد مغايرة النفس للبدن وأمّا انّ ذلك الأمر حقيقة مجرّدة عن المادة وأحكامها فيحتاج إلى ضميمة أمور أخرى وتضمينها في الدليل.
والزيادات في المطبوع المذكور توجد في عبارات شرح الدوانى عليه. وخلاصة الدليل : أنّ البدن يتبدّل دائما والنفس باقية مستمرّة فهي غيره.
وهذا الدليل مترجم بالفارسية في هياكل النور : «بدان كه تن تو پيوسته در نقصانست إلخ (مجموعة مصنّفات الشيخ الإشراقى ج ٣ ، ص ٨٥ ، ط ايران).