وروى أبو الصباح عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «من قرأ حم المؤمن في كلّ ثلاث ، غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، وألزمه التقوى ، وجعل الآخرة خيرا له من الدنيا».
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٢) غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (٣))
واعلم أنّ الله سبحانه لمّا ختم سورة الزمر بذكر الملائكة والجنّة والنار ، افتتح هذه السورة بمثل ذلك ، فقال جلّ وعزّ :
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حم) قد مضى ذكر الأقوال في الحروف المقطّعة في مفتتح سورة البقرة.
وقال القرظي : ها هنا أقسم الله سبحانه بحلمه وملكه ، لا يعذّب من عاذ به ، وقال : لا إله إلّا الله مخلصا من قلبه.
وعن عطاء الخراساني : هو افتتاح أسمائه : حليم ، حميد ، حيّ ، حكيم ، حنّان ، ملك ، مجيد ، مبدئ ، معيد.
وعن الكلبي : معناه : حمّ أي : قضي في اللوح المحفوظ ما هو كائن من الحقائق وكتب فيه.
وأمال ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر ألف «حا» إمالة محضة. ونافع برواية ورش وأبو عمرو بين بين. وغيرهم فتحها.
(تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) يحتمل أن يكون تخصيص الوصفين ،