ورضعتي الراضع. يعني : إذا جاء وقتها لم تستأخر هذا القدر من الزمان ، كقوله تعالى : (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) (١).
وعن ابن عبّاس : ما لها من رجوع وترداد. من : أفاق المريض إذا رجع إلى الصحّة. وفواق الناقة ساعة يرجع اللبن إلى الضرع. يريد : أنّها نفخة واحدة فحسب ، لا تثنّى ولا تردّد. وقرأ حمزة والكسائي بالضمّ. وهما لغتان.
(وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ (١٦) اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (١٧) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ (١٨) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (١٩) وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ (٢٠))
روي : أنّه لمّا نزل (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ ... وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ) (٢) ، قالت قريش : زعمت يا محمّد أنّا نؤتى كتابنا بشمالنا ، فعجّل لنا كتبنا الّتي نقرؤها في الآخرة ، استهزاء منهم بهذا الوعيد وتكذيبا به. فنزلت :
(وَقالُوا) وقال هؤلاء الكفّار : (رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا) قسطنا من العذاب الّذي توعدنا به. أو الجنّة الّتي تعدها للمؤمنين. وهو من : قطّه إذا قطعه. فسمّي القسط القطّ ، لأنّه قطعة من الشيء. ومنه قطّ الصحيفة الجائزة ، لأنّه قطعة من القرطاس. وقد فسّر بهما ، أي : عجّل لنا صحيفة أعمالنا ننظر فيها. (قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ).
__________________
(١) الأعراف : ٣٤.
(٢) الحاقّة : ١٩ و٢٥.