على أحوالهم وأعمالهم ، لا يفوته منها شيء ، فيجازيهم بها (وَما أَنْتَ) يا محمّد (عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) بموكّل بهم ، أو بموكل ومفوّض إليك أمرهم ، ولا قسرهم على الإيمان ، بل إنّما أنت منذر فحسب ، فلا يضيقنّ صدرك بتكذيبهم إيّاك. وفيه تسلية له صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (٧) وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (٨) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ فَاللهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٩))
(وَكَذلِكَ) الإشارة إلى مصدر : يوحي ، أي : مثل ذلك الإيحاء البيّن المفهم (أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) أو إلى معنى الآية المتقدّمة من أنّ الله هو الرقيب عليهم وما أنت برقيب عليهم ولكن نذير لهم ، فإنّ هذا المعنى كرّره الله في كتابه في مواضع جمّة. فيكون الكاف مفعولا به لـ «أوحينا» ، وقوله : (قُرْآناً عَرَبِيًّا) حالا منه ، أي : أوحيناه إليك وهو قرآن عربيّ بيّن لا لبس فيه عليك ، لتفهم ما يقال لك ، ولا تتجاوز حدّ الإنذار.
(لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى) أهل امّ القرى. وهي مكّة. (وَمَنْ حَوْلَها) من العرب (وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ) يوم القيامة يجمع فيه الخلائق ، أو الأرواح والأشباح ، أو العمّال والأعمال. يقال : أنذرته كذا ، وأنذرته بكذا. وقد عدّي الأوّل ـ أعني «لِتُنْذِرَ