وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة. ومن كانت نيّته الدنيا فرّق الله عليه أمره ، وجعل الفقر بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلّا ما كتب له».
وعن الحسن : من كان يعمل للآخرة نال الدنيا والآخرة ، ومن عمل للدنيا فلا حظّ له في الآخرة ، لأنّ الأعلى لا يجعل تبعا للأدون.
(أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٢١) تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ واقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (٢٢) ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (٢٣))
ولمّا أخبر سبحانه أنّ من يطلب الدنيا بأعماله فلا حظّ له في الآخرة ، قال : (أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ) بل ألهم شركاء. والهمزة للتقريع والتقرير. وشركاؤهم شياطينهم.
(شَرَعُوا لَهُمْ) بالتزيين (مِنَ الدِّينِ ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ) كالشرك ، وإنكار البعث ، والعمل للدنيا.
وقيل : شركاؤهم أوثانهم. وإضافتها إليهم لأنّهم متّخذوها شركاء لله ، فتارة تضاف إليهم لهذه الملابسة ، وتارة إلى الله. وإسناد الشرع إليها لأنّها سبب ضلالتهم