وروى إسماعيل بن عبد الخالق ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «إنّها نزلت فينا أهل البيت أصحاب الكساء».
والظاهر العموم في أيّ حسنة كانت ، إلّا أنّها لمّا ذكرت عقيب ذكر المودّة في القربى ، دلّ ذلك على أنّها تناولت المودّة تناولا أوّليّا ، وكان سائر الحسنات لها توابع.
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٢٤) وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ (٢٥) وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكافِرُونَ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ (٢٦))
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى) بل أَيقولون افترى محمّد (عَلَى اللهِ كَذِباً) بدعوى النبوّة أو القرآن. فـ «أم» منقطعة ، والهمزة للتوبيخ. كأنّه قيل : أَيتمالكون أن ينسبوا مثل الرسول إلى الافتراء ، ثم إلى الافتراء على الله الّذي هو أعظم الفري وأفحشها؟
(فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ) استبعاد للافتراء عن مثله ، مع الإشعار على أنّه إنّما يجترئ عليه من كان مختوما على قلبه جاهلا بربّه ، فأمّا من كان ذا بصيرة ومعرفة فلا. وكأنّه قال : إن يشأ الله يجعلك من المختوم على قلوبهم ، حتّى تفتري عليه الكذب ، فإنّه لا يجترئ على افتراء الكذب على الله إلّا من كان في مثل حالهم.