رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ (٣٢) رُدُّوها عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ (٣٣) وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ (٣٤) قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (٣٥) فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ (٣٦) وَالشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (٣٧) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ (٣٨) هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ (٣٩) وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ (٤٠))
ثمّ عطف سبحانه على قصّة داود حديث سليمان عليهالسلام ، فقال : (وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ) أي : نعم العبد سليمان ، إذ ما بعده تعليل للمدح. وهو بيان حال سليمان. (إِنَّهُ أَوَّابٌ) رجّاع إلى الله بالتوبة من ترك الأولى. أو مؤوّب للتسبيح مرجّع له.
(إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ) ظرف لـ «أوّاب» أو لـ «نعم» (بِالْعَشِيِ) بعد الظهر (الصَّافِناتُ) الصافن من الخيل : الّذي يقوم على ثلاث قوائم ، ويضع طرف السنبك (١) الرابع على الأرض. وهو من الصّفات المحمودة في الخيل ، لا يكاد يكون إلّا في العراب (٢) الخلّص. (الْجِيادُ) جمع جواد أو جود. وهو الّذي يسرع في
__________________
(١) السنبك : طرف الحافر. والحافر : هو للدابّة بمنزلة القدم للإنسان.
(٢) العراب من الخيل : ما كانت كرائم سالمة من الهجنة.