(شَيْئاً) من عذاب الله (وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ) أي : الأصنام (وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) لا يتحمّلونه.
(هذا هُدىً) الإشارة إلى القرآن ، أي : هذا القرآن كامل في الهداية ، كما تقول : زيد رجل ، تريد : كامل في الرجوليّة. ويدلّ عليه قوله : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ) أي : القرآن (لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ). وقرأ ابن كثير ويعقوب وحفص برفع «أليم». والرجز أشدّ العذاب.
(اللهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢) وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (١٣))
ثمّ نبّه سبحانه خلقه على وجه الدلالة على توحيده ، فقال :
(اللهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ) بأن جعله أملس السطح ، يطفو عليه ما يتخلخل كالأخشاب ، ولا يمنع الغوص فيه (لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ) بتسخيره وأنتم راكبوها (وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) ولتطلبوا بركوبها في أسفاركم من الأرباح ، بالتجارة وغوص اللآلئ والجواهر وصيد اللحم الطريّ ، وغير ذلك من المنافع (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) هذه النعم.
(وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ) من الشمس ، والقمر ، والنجوم ، والمطر ، والثلج ، والبرد ، وغير ذلك (وَما فِي الْأَرْضِ) من الجمادات ، والنباتات ، والحيوانات (جَمِيعاً) خلقها جميعا لانتفاعنا بها ، فهي مسخّرة لنا من حيث إنّا ننتفع بها على الوجه الّذي نريده (مِنْهُ) حال من «ما» أي : كائنة منه ، حاصلة من