لا رَيْبَ فِيها قُلْتُمْ ما نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلاَّ ظَنًّا وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (٣٢) وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٣٣) وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْساكُمْ كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٣٤) ذلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (٣٥) فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٣٦) وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣٧))
(وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) تعميم المقدرة بعد تخصيصها (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ) أي : ويخسر العادلون عن الحقّ الفاعلون للباطل يوم تقوم الساعة. و «يومئذ» بدل منه.
(وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً) مجتمعة. من الجثوة ، وهي الجماعة. وجمعها : جثيّ. وفي الحديث : «من جثى جهنّم» (١).
أو باركة مستوفزة (٢) على الركب. (كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا) صحائف أعمالها. فاكتفى باسم الجنس ، كقوله :
__________________
(١) هذه قطعة من حديث الحرث بن الحرث الأشعري قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من دعا بدعوى الجاهلية فإنه من جثى جهنم ...» : وجثى جمع الجثوة ، وهي : الحجارة المجموعة. انظر مسند أحمد ٤ : ١٣٠.
(٢) استوفز في قعدته : قعد غير مطمئن ، كأنه يتهيأ للوثوب.