تعاودني ، فهذا أوان قطعت أبهري (١). وكان المسلمون يرون أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مات شهيدا ، مع ما أكرمه الله به من النبوّة.
(وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (٢٢) سُنَّةَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً (٢٣) وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً (٢٤))
ثمّ ذكر نصرة أهل الإيمان على المشركين ، فقال : (وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) من أهل مكّة يوم الحديبية ، ولم يصالحوا. وقيل : من حلفاء أهل خيبر. (لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ) لا نهزموا وغلبوا (ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا) يحرسهم (وَلا نَصِيراً) ينصرهم.
وفي الآية دلالة على أنّه يعلم ما لم يكن أن لو كان كيف يكون ، وإشارة إلى أنّ المعدوم معلوم عنده.
(سُنَّةَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ) أي : سنّ غلبة أنبيائه سنّة قديمة فيمن مضى من الأمم ، كما قال : (لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي) (٢) (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً) في نصرة الله تغييرا.
(وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ) أيدي كفّار مكّة بالرعب (وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ)
__________________
(١) الأبهر : وريد العنق ، إذا انقطع لم يبق صاحبه. يقال : ما زال يراجعه الألم حتّى قطع أبهره ، أي : أهلكه.
(٢) المجادلة : ٢١.