(وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) بليغ الغفران والرحمة ، حيث اقتصر على النصح والتقريع لهؤلاء المسيئين للأدب ، التاركين تعظيم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلن يضيق غفرانه ورحمته عن هؤلاء إن تابوا وأنابوا.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ (٦) وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (٧) فَضْلاً مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٨))
روي : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط أخا عثمان لأمّه ـ وهو الّذي ولّاه عثمان الكوفة بعد سعد بن أبي وقّاص ، فصلّى بالناس وهو سكران صلاة الفجر أربعا ، ثمّ قال : هل أزيدكم؟ فعزله عثمان ـ مصدّقا ـ أي : آخذا للصدقة ـ إلى بني المصطلق ، وكانت بينه وبينهم في الجاهليّة إحنة (١) ، فلمّا شارف ديارهم ركبوا مستقبلين له فرحين بقدومه ، فحسبهم مقاتليه ، فرجع وقال لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : قد ارتدّوا ومنعوا الزكاة. فغضب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهمّ أن يغزوهم. فوردوا وقالوا : نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله. فاتّهمهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم اعتمادا على قول الوليد ، فقال : «لتنتهنّ أو لأبعثنّ إليكم رجلا هو عندي كنفسي ، يقاتل
__________________
(١) الإحنة : الحقد والعداوة.