وفي وصيّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لأمير المؤمنين عليهالسلام : «يا عليّ سر ميلا عد مريضا ، سر ميلين شيّع جنازة ، سر ثلاثة أميال أجب دعوة ، سر أربعة أميال زر أخا في الله ، سر خمسة أميال أجب دعوة الملهوف ، سر ستّة أميال انصر المظلوم ، وعليك بالاستغفار».
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (١١) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (١٢))
ولمّا أمر سبحانه بإصلاح ذات البين ، ونهى عن التفرّق ، عقّب ذلك بالنهي عن أسباب الفرقة ، من السخريّة والازدراء بأهل الفقر والمسكنة ونحو ذلك ، فقال :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ) أي : بعض المؤمنين من بعض. والقوم مختصّ بالرجال ، لأنّهم القوّام بأمور النساء ، كما قال الله تعالى : (الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ) (١). وكقول زهير : أقوم آل حصن أم نساء (٢). وأمّا قولهم : قوم عاد وقوم فرعون ، فإمّا على التغليب ، أو الاكتفاء بذكر الرجال عن
__________________
(١) النساء : ٣٤.
(٢) صدره : وما أدري وسوف إخال أدري.