(وَثَمُودُ) وهم قوم صالح عليهالسلام. (وَعادٌ) وهم قوم هود (وَفِرْعَوْنُ) أراد إيّاه وقومه ، ليلائم ما قبله وما بعده ، فإنّ المعطوف عليه قوم نوح ، والمعطوفات جماعات (وَإِخْوانُ لُوطٍ) فإنّهم كانوا أصهاره ومن نسبه.
(وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ) وهم قوم شعيب. وقد مرّ في الحجر (١). (وَقَوْمُ تُبَّعٍ) تبّع الحميري. وقد مرّ في (٢) الدخان. (كُلٌ) كلّ واحد منهم ، أو قوم منهم ، أو جميعهم. وحينئذ إفراد الضمير في قوله : (كَذَّبَ الرُّسُلَ) لإفراد لفظة الكلّ (فَحَقَّ وَعِيدِ) فوجب وحلّ عليه وعيدي ، وهو كلمة العذاب. فإذا كان مآل الأمم الخالية إذا كذّبوا الرسل الهلاك ، وإنّكم معاشر الكفّار قد سلكتم مسالكهم في التكذيب والإنكار ، فحالكم كحالهم في التباب (٣) والخسار.
(أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (١٥) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (١٦) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ (١٧) ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (١٨))
وبعد تهديدهم بعواقب المكذّبين المنكرين ، ذكر الأدلّة على إمكان البعث ، فقال :
(أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ) أَفعجزنا عن الإبداء حتّى نعجز عن الإعادة؟ من : عيي بالأمر إذا لم يهتد لوجه عمله. والهمزة فيه للإنكار. يعني : أنّا لم نعجز ـ كما
__________________
(١) الحجر : ٧٨.
(٢) الدخان : ٣٧.
(٣) النباب : الهلاك.