أنينه في مرضه. وقيل : لا يكتبان عليه إلا ما فيه ثواب وعقاب. ويؤيّده ما روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «كاتب الحسنات على يمين الرجل ، وكاتب السيّئات على يسار الرجل ، وكاتب الحسنات أمين على كاتب السيّئات ، فإذا عمل حسنة كتبها لملك اليمين عشرا ، وإذا عمل سيّئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال : دعه سبع ساعات لعلّه يسبّح أو يستغفر».
وعن أبي امامة عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إنّ صاحب الشمال ليرفع القلم ستّ ساعات عن العبد المسلم المخطئ أو المسيء ، فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها ، وإلّا كتب واحدة».
وعن أنس بن مالك قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ الله تعالى وكلّ بعبده ملكين يكتبان عليه ، فإذا مات قالا : يا ربّ قد قبضت عبدك فلانا فإلى أين؟ قال : سمائي مملوءة بملائكتي يعبدونني ، وأرضي مملوءة من خلقي يطيعونني ، اذهبا إلى قبر عبدي فسبّحاني وكبّراني وهلّلاني ، فاكتبا ذلك في حسنات عبدي إلى يوم القيامة».
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ مقعد ملكيك على ثنيّتيك (١) ، ولسانك قلمهما ، وريقك مدادهما ، وأنت تجري فيما لا يعنيك ، لا تستحي من الله ولا منهما».
(وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (١٩))
ولمّا ذكر إنكارهم البعث ، واحتجّ عليهم بوصف قدرته وعلمه ، أعلمهم أنّ ما أنكروه وجحدوه هم لاقوه عن قريب عند موتهم وعند قيام الساعة ، ونبّه على اقتراب ذلك بأن عبّر عنه بلفظ الماضي ، فقال :
__________________
(١) الثنيّة وجمعها ثنايا : وهي أسنان مقدّم الفم ، ثنتان من فوق ، وثنتان من أسفل.