إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ (٢٦) فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنا وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ (٢٧) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (٢٨))
ولمّا أوعد سبحانه الكافرين وعد المؤمنين عقيبه ، فقال : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ) في أيّة جنّات وأيّ نعيم ، بمعنى الكمال في الصفة. أو في جنّات ونعيم مخصوصة.
(فاكِهِينَ) ناعمين متلذّذين (بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ) بما أعطاهم من أنواع النعيم (وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ) عطف على «في جنّات» أو «آتاهم» إن جعل «ما» مصدريّة. والمعنى : فاكهين بإيتائهم ربّهم ووقايتهم عذاب الجحيم. أو حال بإضمار «قد» من المستكن في الظرف أو الحال ، أو من فاعل «آتى» أو مفعوله أو منهما.
(كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً) أي : يقال لهم : كلوا واشربوا أكلا وشربا هنيئا ، أو طعاما وشرابا هنيئا ، وهو الّذي لا تنغيص فيه (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) بسببه أو بدله.
وقيل : الباء زائدة ، كما في (كَفى بِاللهِ) (١) ، و «ما» فاعل «هنيئا». والمعنى : هنيئا لكم ما كنتم تعملون ، أي : جزاؤه.
(مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ) مصطفّة ، أي : موصول بعضها ببعض (وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) بنساء بيض نقيّات في حسن وكمال ، واسعات الأعين في صفاء وبهاء. والباء للسببيّة ، إذ المعنى : صيّرناهم أزواجا بسببهنّ. أو لما في التزويج من معنى الوصلة والإلصاق والقرن. ولذلك عطف قوله : (وَالَّذِينَ آمَنُوا) على «حور» أي : قرنّاهم بأزواج حور وبالرفقاء والجلساء من المؤمنين ، كقوله :
__________________
(١) النساء : ٦ ، وغيرها.