يطلقون اللات عليها باعتبار استحقاقها للعكوف على عبادتها ، والعزّى لعزّتها ، ومناة لاعتقادهم أنّها تستحقّ أن يتقرّب إليها بالقرابين.
فقال سبحانه : ما هذه الأسماء إلّا أسماء (سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ) بهواكم وشهواتكم خالية عن معنى الألوهيّة (ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ) برهان ، أي : ليس لكم من الله على صحّة تسميتها دليل باهر تتعلّقون به. ومعنى «سمّيتموها» : سمّيتم بها. يقال : سمّيته زيدا ، وسمّيته بزيد.
ثمّ رجع إلى الإخبار عنهم بعد المخاطبة ، فقال : (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَ) إلّا توهّم أنّ ما هم عليه حقّ تقليدا وتوهّما باطلا (وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ) وما تشتهيه أنفسهم (وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى) أي : الرشاد والبيان ، من الرسول والكتاب فتركوه.
(أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّى (٢٤) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولى (٢٥) وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللهُ لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضى (٢٦) إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثى (٢٧) وَما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً (٢٨))
ثمّ أنكر عليهم تمنّيهم شفاعة الأوثان ، فقال لهم : (أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّى) «أم» منقطعة. ومعنى الهمزة فيها الإنكار. والمعنى : ليس له كلّ ما يتمنّاه. والمراد نفي طمعهم في شفاعة الآلهة. وقيل : قولهم : (وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ