الَّذِي وَفَّى (٣٧) أَلاَّ تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى (٣٨) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاَّ ما سَعى (٣٩) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى (٤٠) ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى (٤١) وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى (٤٢) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى (٤٣) وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا (٤٤) وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٤٥) مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى (٤٦) وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى (٤٧) وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى (٤٨) وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى (٤٩) وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى (٥٠) وَثَمُودَ فَما أَبْقى (٥١) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى (٥٢) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى (٥٣) فَغَشَّاها ما غَشَّى (٥٤))
روي عن ابن عبّاس والسدّي والكلبي وجماعة من المفسّرين : أنّ عثمان بن عفّان كان يتصدّق وينفق ماله ، فقال له أخوه من الرضاعة عبد الله بن سعد بن أبي سرح : ما هذا الّذي تصنع؟ يوشك أن لا يبقى لك شيء. فقال له عثمان : إنّ لي ذنوبا ، وإنّي أطلب بما أصنع رضا الله ، وأرجو عفوه. فقال له عبد الله : أعطني ناقتك برحلها ، وأنا أتحمّل عنك ذنوبك كلّها. فأعطاه ، وأشهد عليه ، وأمسك عن الصدقة. فنزلت :
(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى) عن اتّباع الحقّ والثبات عليه (وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى) وقطع العطاء وأمسك. من قولهم : أكدى الحافر إذا بلغ الكدية ، وهي الصخرة