(وَالْمُؤْتَفِكَةَ) والقرى الّتي ائتفكت بأهلها ، أي : انقلبت. وهي قرى قوم لوط. يقال : أفكه فأتفك. (أَهْوى) بعد أن رفعها إلى السماء على جناح جبرئيل ، ثمّ أهواها مقلّبة إلى الأرض ، أي : أسقطها.
(فَغَشَّاها ما غَشَّى) فيه تهويل وتعميم لما أصابهم من العذاب الشديد ، إذ أمطر عليها الصخر المنضود.
(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى (٥٥) هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى (٥٦) أَزِفَتِ الْآزِفَةُ (٥٧) لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ كاشِفَةٌ (٥٨) أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (٥٩) وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ (٦٠) وَأَنْتُمْ سامِدُونَ (٦١) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (٦٢))
ولمّا وعد الله سبحانه ما يدلّ على وحدانيّته وكمال قدرته الذاتيّة ، قال : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى) تتشكّك. والخطاب للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أو لكلّ أحد.
والمعدودات وإن كانت نعما ونقما ، لكن سمّاها كلّها آلاء من قبل ما في نقمه من العبر والمواعظ للمعتبرين ، والانتقام للأنبياء والمؤمنين.
(هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى) اي : هذا القرآن إنذار من جنس الإنذارات المتقدّمة. أو هذا الرسول منذر من جنس المنذرين الأوّلين. وقال : الأولى ، على تأويل الجماعة.
(أَزِفَتِ الْآزِفَةُ) قربت الساعة الموصوفة بالقرب في نحو قوله : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) (١) فإنّ كلّ ما هو آت لا محالة قريب.
__________________
(١) القمر : ١.