وصرعتهم ، فصاروا أمواتا على الأرض جثثا طوالا عظاما. (كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ) أصول نخل بلا فروع ، منقلع عن مغارسه ، ساقط على الأرض. وقيل : شبّهوا بالأعجاز ، لأنّ الريح طيّرت رؤوسهم وطرحت أجسادهم بلا رؤوس.
وتذكير منقعر للحمل على اللفظ. والتأنيث في قوله : (أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ) (١) للمعنى.
(فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ) كرّره للتهويل. وقيل : الأوّل لما حاق بهم في الدنيا ، والثاني لما يحيق بهم في الآخرة ، كما قال أيضا في قصّتهم : (لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى) (٢).
(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٢٢) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (٢٣) فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (٢٤) أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (٢٥) سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (٢٦) إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (٢٧) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (٢٨) فَنادَوْا صاحِبَهُمْ فَتَعاطى فَعَقَرَ (٢٩) فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (٣٠) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (٣١))
__________________
(١) الحاقّة : ٧.
(٢) فصّلت : ١٦.