عَذابِي وَنُذُرِ (٣٧) وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ (٣٨) فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (٣٩) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٤٠))
(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ) بالإنذار ، أو بالرسل (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً) ريحا تحصبهم بالحجارة ، أي : ترميهم (إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ) في سحر ، وهو آخر الليل. أو مسحرين. (نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا) إنعاما منّا. وهو علّة لـ «نجّينا». (كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ) نعمتنا بالإيمان والطاعة.
(وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ) لوط (بَطْشَتَنا) أخذتنا بالعذاب (فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ) فكذّبوا بالنذر متشاكّين. من المرية. أو فتدافعوا بالإنذار على وجه الجدال بالباطل.
(وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ) طلبوا منه أن يسلّم إليهم أضيافه ليقصدوا الفجور بهم (فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ) فمسحناها وسوّيناها بسائر الوجه ، لا يرى لها أثر عين.
روي : أنّهم لمّا عالجوا باب لوط ليدخلوا قالت الملائكة : خلّهم يدخلوا إنّا رسل ربّك ، لن يصلوا إليك. فصفقهم فأعماهم ، فتركهم يتردّدون لا يهتدون إلى الباب حتّى أخرجهم لوط. (فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ) فقلنا لهم : ذوقوا ، على ألسنة الملائكة.
(وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ) أتاهم في الصباح (بُكْرَةً) أوّل النهار وباكره ، كقوله : مشرقين ومصبحين (عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ) ثابت قد استقرّ عليهم إلى أن يفضي بهم إلى عذاب الآخرة.
(فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) كرّر ذلك في كلّ قصّة إشعارا بأن تكذيب كلّ رسول مقتض لنزول العذاب ، واستماع كلّ قصّة مستدع للادّكار والاتّعاظ. واستئنافا للتنبيه والاتّعاظ ، لئلّا يغلبهم السهو ، ولا تستولي عليهم الغفلة ، لتكون تلك العبر حاضرة للقلوب في كلّ زمان ، مصوّرة