وخروجهم إليه. وقيل : بأمر الله ، لأنّه يلحقهم الآلام والأمراض عقيب ذلك.
(وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) في جميع أمورهم دون غيره ، ولا يبالوا بنجواهم.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (١١))
وروى المقاتلان : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الصفّة وفي المكان ضيق ، وذلك يوم الجمعة ، وكان عليهالسلام يكرم أهل بدر من المهاجرين والأنصار. فجاء أناس من أهل بدر وفيهم ثابت بن قيس بن شماس ، وقد سبقوا في المجلس ، فقاموا حيال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالوا : السلام عليك أيّها النبيّ ورحمة الله وبركاته. فردّ عليهم النبيّ. ثمّ سلّموا على القوم بعد ذلك. فردّوا عليهم. فقاموا على أرجلهم ينتظرون أن يوسّع لهم. فلم يفسحوا لهم ، تنافسا على القرب منه ، وحرصا على استماع كلامه. فشقّ ذلك على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال لمن حوله من المهاجرين والأنصار من غير أهل بدر : قم يا فلان قم يا فلان ، بقدر النفر الّذين كانوا بين يديه من أهل بدر. فشقّ ذلك على من أقيم من مجلسه ، وعرف الكراهية في وجوههم. وقال المنافقون للمسلمين : ألستم تزعمون أنّ صاحبكم يعدل بين الناس؟ فو الله ما عدل على هؤلاء ، إنّ قوما أخذوا مجالسهم ، وأحبّوا القرب من نبيّهم ، فأقامهم وأجلس من أبطأ عنهم مقامهم.
فنزلت :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ) توسّعوا فيه ، بأن يفسح بعضكم عن بعض ، ولا تتضامّوا. من قولهم : افسح عنّي ، أي : تنحّ. والمراد