قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (١١) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (١٢) قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٣) قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (١٤) فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (١٥) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ (١٦))
(قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ) عقاب ربّكم بلزوم طاعته واجتناب معاصيه. وفيه دلالة على أنّ الإيمان يبقى مع المعصية.
ثمّ قال في مكافأة اتّقائهم : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ) مثوبة جميلة غير مكتنهة بالوصف في الآخرة. وهي الخلود في الجنّة. وقد علّق السدّي الظرف بـ «حسنة». ومعناه : لهم في هذه الدنيا ثناء حسن ، وذكر جميل ، وصحّة وسلامة وعافية.
(وَأَرْضُ اللهِ واسِعَةٌ) فمن تعسّر عليه التوفّر على الإحسان في وطنه ، فليهاجر إلى حيث يتمكّن منه. يعني : لا عذر للمفرّطين في الإحسان البتّة ، حتّى إن اعتلوا بأوطانهم وبلادهم ، وأنّهم لا يتمكّنون فيها من التوفّر على الإحسان وصرف الهمم إليه ، فعليهم التحوّل إلى بلاد أخر ، والاقتداء بالأنبياء الصالحين في مهاجرتهم