وقيل : معناه : احمدوا الله المستحقّ للشكر والثناء على هذا المثل الّذي علّمكموه ، فأزال به للمؤمنين الشبهة ، وأوضح لهم الدلالة الهادية. أو احمدوا الله حيث لطف بكم حتّى عبدتموه وحده ، وأخلصتم له الإيمان والتوحيد ، فهي النعمة السابغة.
(بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) فيشركون به غيره من فرط جهلهم.
(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (٣٠) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (٣١) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ (٣٢) وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (٣٣) لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ (٣٤) لِيُكَفِّرَ اللهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (٣٥))
روي : أنّ المشركين كانوا يتربّصون برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم موته ، فأخبر سبحانه أنّ الموت يعمّهم ، فلا معنى للتربّص وشماتة الباقي بالفاني ، فقال :
(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) أي : إنّك وإيّاهم وإن كنتم أحياء ، فإنّكم بصدد الموت وفي عداد الموتى ، لأنّ ما هو كائن فكأن قد كان.
والفرق بين الميّت والمائت : أنّ الميّت صفة لازمة كالسيّد ، وأمّا المائت فصفة حادثة. تقول : زيد مائت غدا ، كما تقول : سائد غدا ، أي : سيموت وسيسود.