نقول : قال فلان وقال فلان ، بل إنّما نقول : قال الله وقال رسول الله. ثمّ تلا هذه الآية : (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ). ثمّ أشار خثيمة إلى أذنيه ، فقال : صمّتا إن لم أكن سمعته».
وعن سورة بن كليب قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن هذه الآية فقال : «كلّ إمام انتحل إمامة ليست له من الله. قلت : وإن كان علويّا؟ قال : وإن كان علويّا. قلت : وإن كان فاطميّا؟ قال : وإن كان فاطميّا».
(وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦١))
ولمّا أخبر سبحانه عن حال الكفّار ، عقّبه بذكر حال الأتقياء الأبرار ، فقال :
(وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا) معاصيه (بِمَفازَتِهِمْ) بسبب فلاحهم. مفعلة من الفوز. يقال : فاز بكذا ، إذا أفلح به وظفر بمراده منه. أو بسبب منجاتهم ، من قوله تعالى : (فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ) (١) ، أي : بمنجاة منه. وقرأ الكوفيّون غير حفص بالجمع ، تطبيقا له بالمضاف إليه. والباء صلة لـ «ينجّي» ، أو لقوله : (لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ) المكروه والشدّة (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) وهو حال ، أو استئناف لبيان المفازة. كأنّه قيل : وما مفازتهم؟ فقيل : لا يمسّهم السوء ، أي : ينجّيهم بنفي السوء والحزن عنهم ، والنجاة من أعظم الفلاح. وسبب نجاتهم العمل الصالح. ولهذا فسّر ابن عبّاس المفازة بالأعمال الحسنة ، من قبيل تسمية المسبّب باسم السبب. ولا شبهة أنّ العمل الصالح سبب الفلاح ، وهو دخول الجنّة.
__________________
(١) آل عمران : ١٨٨.