(اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (٦٢) لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٦٣))
ولمّا ذكر الوعد والوعيد بيّن أنّه القادر على كلّ شيء بقوله : (اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) محدث كلّ شيء ومبدعه (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) مدبّر حافظ يتولّى التصرّف فيه.
(لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) لا يملك أمرها ولا يتمكّن من التصرّف فيها غيره. وهو كناية عن قدرته وحفظه لهما. وفيها مزيد دلالة على الاختصاص ، لأنّ الخزائن لا يدخلها ولا يتصرّف فيها إلّا من بيده مفاتيحها. ولا واحد لها من لفظها. وقيل : جمع مقليد أو مقلاد ، من : قلدته إذا ألزمته. وقيل : جمع إقليد معرّب اكليد على الشذوذ ، كمذاكير. فالتعريب أحالها عربيّة.
وسئل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عن المقاليد فقال : «تفسيرها : لا إله إلّا الله ، والله أكبر ، وسبحان الله وبحمده ، وأستغفر الله ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله ، هو الأوّل والآخر ، والظاهر والباطن ، بيده الخير ، يحيي ويميت ، وهو على كلّ شيء قدير». والمعنى على هذا : أنّ لله هذه الكلمات ، يوحّد بها ويمجّد ، وهي مفاتيح خير السماوات والأرض ، من تكلّم بها أصابه.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) متّصل بقوله : (وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا). والمعنى : وينجّي الله المتّقين بمفازتهم ، والّذين كفروا هم الخاسرون. وما بينهما اعتراض للدلالة على أنّه هو خالق الأشياء كلّها ، ومهيمن على العباد ، مطّلع على أفعالهم ، فلا يخفى عليه شيء من أعمالهم ، وما