أصحاب النص وليس فيه دليل على ما يتعلق به القوم من قذفه بقتل عثمان حسبما بيناه وشرحناه.
واما قبض أمير المؤمنين (ع) عند قتل عثمان النجائب والادراع (١) التى قبضها مما كان منسوبا إلى عثمان والتعلق بشعر الوليد بن عقبة على ما أثبتناه عنه فيما سلف وسطرناه فليس ايضا بحجة لقاذف علي (ع) بقتل عثمان وذلك انه لو لم يقبض ذلك علي (ع) لاسرع إلى قبضه ونهبه وتملكه من ليس له ذلك بحق من الرعية واحتاط بقبضه واحرازه لاربابه وقد كان هو الامام باتفاق الجمهور بعد عثمان وللامام ان يحتاط لاموال المسلمين وتركات من قضى بينهم ليصل إلى مستحقيه دون غيرهم وليس إذا التمس الوليد بن عقبة ما لا يستحق فمنع منه كان ذلك لغلول المانع له بما التمسه ولا لتغلبه عليه ولا قول الوليد ايضا مسموع ولا شهادته مقبولة مع نزول القرآن بتفسيقه ، قال تبارك وتعالى اسمه (يا ايها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) وقد روى اهل التفسير ان هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة حين أنفذه النبي صلى الله عليه وآله إلى قوم يقبض منهم الصدقات فعاد مدعيا عليهم انهم منعوه من ذلك وخرجوا إلى حربه فأعد رسول الله جماعة لحربهم فورد وارد بتكذيب الوليد وانهم على الاسلام والطاعة فأنزل الله تعالى ما اثبتناه فيه (٢).
وجاء في الحديث المشهور ان الوليد قال لامير المؤمنين في محاورة
__________________
(١) روى في الاغاني (ج ٤ ـ ص ١٨٥) ان أمير المؤمنين (ع) أخذ من دار عثمان ابل الصدقة والسلاح ، أقول وليس لاحد رد عليه بعد ان تمت البيعة فكان الخليفة المطلق يتصرف بما يراه من الصلاح.
(٢) رواه البغوي في تفسيره بهامش تفسير الخازن (ج ٦ ـ ص ١٨٥ والالوسي في روح المعاني (ج ٢٦ ـ ص ١٤٤).