بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى ضمن النصرة لناصريه ، وأعان على الحق بتوفيقه متبعيه ، وخذل من عند عن دينه والحد فيه ، وصلواته على صفوته من خلقه ومجتبيه ، محمد وآله المخصوصين بالطهارة والتنزيه ، أيدك الله بتوفيقه سألت أن أورد لك ذكر الاختلاف بين أهل القبلة في حديث الفتنة بالبصرة ، وما كان بين أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام وبين عائشة وطلحة والزبير من الحرب المهولة والقتال ، ومذهب كل فريق من الامة فيه على شرح له وبيان ، وإثبات سبب هذه الفتنة والاخبار التى جاءت فيما جرى بين القوم ، من القتال والفعال. فان كل كتاب صنف في هذا الفن قد تضمن أخبارا تلتبس معانيها على جمهور الناس ولم يأت أحد من المصنفين بذكر الحرب في هذه الفتنة على الترتيب والنظام بل خلطوا الاخبار فيها خلطا لم يحصل معه تصور الخلل فيما كان بين الجميع منه على الظهور والتبيان للذى جاء. فقد جمعت لك أيدك الله كلما صدر عنهم ، وأثبت في هذا الكتاب برهانا يفضى الناظر فيه إلى صحة الاعتقاد في أحكام القوم بأسمائهم بأعمالهم وما فيها من الكفر والايمان والطاعة والعصيان والتبين والضلال. لتعلم وفقك الله