وإثارة الفتنة في الاسلام وهلاك العباد والبلاد.
وروى ابراهيم بن عمر عن أبيه عن بشير عن نوح بن دراج ان عليا قال لهما والله ما للعمرة تريدان وقد بلغني أمركما وأمر صاحبتكما فحلفا بالله ما يريدان إلا العمرة.
وروى الحسن بن المبارك عن بكر بن عيسى ان عليا (ع) أخذ عليهما العهد والميثاق أعظم ما أخذه على أحد من خلقه أن لا يخالفا ولا ينكثا ولا يتوجها وجها غير العمرة حتى يرجعا إليه فأعطياه ذلك من أنفسهما ثم أذن لهما فخرجا.
وروت ام راشد مولاة ام هاني ان طلحة والزبير دخلا على علي فاستأذناه في العمرة فلما وليا من عنده سمعتهما يقولان ما بايعا بقلوبنا وانما بايعنا يأيدينا فأخبرت عليا بمقالتهما فقال : (ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما) ثم قام عليه السلام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
اما بعد فان الله لما قبض نبيه قلنا نحن أهل بيته وعصبته وورثته وأولياؤه وأحق خلق الله به لا ينازعنا في سلطانه أحد فبينما نقول ذلك إذ نفر المنافقون فانتزعوا سلطان نبينا منا وولوه غيرنا وأيم الله لولا مخافة الفرقة بين المسلمين أن يعودوا إلى الكفر لغيرنا ذلك ما استطعنا وقد وليتمونا أيها الناس أمركم وبايعني طلحة والزبير فيمن بايعني منكم ثم نهضا إلى البصرة ليفرقا جماعتكم ويلقيا ما بينكم الفتنة اللهم فخدهما بغشهما لهذه الامة وسوء بطرهما.
وفي رواية اخرى في غير هذا الكتاب خطبته هكذا :
اما بعد فانه لما قبض الله رسوله قلنا نحن أهله وورثته وعترته