به على ما ذكرناه بحل وكما أن قولنا ذلك في علي وأصحابه فكذلك هو في الفريق الآخر فانا لسنا ننكر انهم وأتباعهم على السوء ولسنا ننكر أن يكونوا هم الفريق الضال الملعون ، العدو لله البرئ من دينه ، المستحق للخلود في النار ، وأن يكون علي (ع) وأصحابه هم الفريق الهادي المهتدي الولي لله في سبيله ; الستحق بقتاله عائشة وطلحة والزبير وقتل من قتل منهم الجنة وعظيم الثواب.
قالا ومنزلة الفريقين منزلة المتلاعنين فيهما فاسق لا يعلمه على التميز له والتعيين إلا الله عزوجل.
وهذه مقالة مشهورة عن هذين الرجلين قد سطرها الجاحظ عنهما في كتابه الموسوم (بفضيلة المعتزلة) وحكاها أصحاب المقالات عنهما ولم يختلف العلماء في صحتها عن الرجلين المذكورين وانهما خرجا من الدنيا على التدين بها والاعتقاد لها بلا ارتياب.
وحكى ابن يحيى أن أبا الهذيل العلاف كان على هذا المذهب في أمير المؤمنين (ع) وعائشة وطلحة والزبير متبعا فيه امامية المذكورين ولم يزل عليه إلى أن مات قال شيخ المعتزلة أيضا ومتكلميها في الفقة وأحكام الشريعة على اصولها الاصم المكنى بأبى بكر الملقب بحريال أنا أقف في كل فريق من الفريقين فلا أحكم له بهدى ولا ضلال ولا أقطع على أحدهما بشئ من ذلك في التفصيل ولا الاجمال ولكني أقول أن كان علي بن أبى طالب (ع) قصد بحرب عائشة وطلحة والزبير كف الفساد ومنع الفتنة في الارض ودفعهم عن التغلب على الامر والعدوان على العباد فانه مصيب مأجور ، وان كان أراد بذلك الجبرية والاستبداد بالامر بغير مشورة من العلماء بل ليتأمر على الناس بالقهر لهم على ذلك والاضرار فهو ضال مضل من أهل النار ; قال وانما قلت ذلك لخفاء الامر لي فيه واستتار النيات في معناه واشتباه أسباب الباطل فيه باستتار الحق عند العقلاء