منزلي فلما شدوا رحالها واستوت على مركبها سارت حتى بلغت (سرفا) موضع معروف بهذا الاسم لقيها ابراهيم بن عبيد بن ام كلاب فقالت ما الخبر؟ فقال قتل عثمان قالت قتل نعثل؟ ثم قالت اخبرني عن قصته وكيف كان أمره؟ فقال لها أحاط الناس بالدار وبه ورأيت طلحة بن عبد الله قد غلب على الامر واتخذ مفاتيح على بيوت الاموال والخزائن وتهيأ ليبايع له فلما قتل عثمان مال الناس إلى علي بن أبى طالب (ع) ولم يعدلوا به طلحة ولا غيره وخرجوا في طلب علي يقدمهم الاشتر ومحمد بن أبى بكر وعمار بن ياسر رحمه الله حتى أتوا عليا وهو في ببت سكن فيه فقالوا له بايعنا على الطاعة لك فتفكر ساعة فقال الاشتر يا علي ان الناس لا يعدلون بك غيرك فبايع قبل أن تختلف الناس.
قال وكان في الجماعة طلحة والزبير فظننت أن سيكون بين طلحة والزبير وعلي كلام قبل ذلك فقال الاشتر لطلحة قم يا طلحة فبايع ثم قم يا زبير فبايع فما تنتظران فقاما فبايعا وأنا أرى أيديهما على يد علي يصفقانهما ببيعته ثم صعد علي بن أبى طالب المنبر فتكلم بكلام لا احفظه إلا أن الناس بايعوه يومئذ على المنبر وبايعوه من الغد فلما كان اليوم الثالث خرجت ولا أعلم ما جرى بعدي.
فقالت يا أخا بنى بكر أنت رأيت طلحة بايح عليا؟ فقلت أي والله رأيته بايعه وما قلت إلا رأيت طلحة والزبير أول من بايعه فقالت إنا لله اكره والله الرجل وغصب علي بن أبى طالب أمرهم وقتل خليفة الله مظلوما ردوا بغالي ردوا بغالي فرجعت إلى مكة.
قال وسرت معها فجعلت تسألني في المسير وجعلت اخبرها ما كان فقالت لي هذا بعهدي وما كنت اظن ان الناس يعدلون عن طلحة مع بلائه يوم احد قلت فان كان بالبلاء فصاحبه الذى بويع ذو بلاء وعناء فقالت يا أخا بنى بكر لا تسلك غير هذا فإذا دخلت مكة وسألك لناس ما رد