الطريق منحصر بنوعين من القسمة : القسمة الطبيعية بالتحليل العقلي وتسمي طريقة التحليل العقلي والقسمة المنطقية الثنائية. ونحن أشرنا في غضون (١) کلامنا في التعريف والقسمة الى ذلک. وقد جاء وقت بيانه فنقول
طريقة التحليل العقلي
اذا توجهت نفسک نحو المجهول التصوري (المشکل) ولنفرضه (الماء) مثلاً عندما يکون مجهولاً لديک وهذا هو الدور الاول (*) فأول مايجب أن تعرف نوعه (٢). اي تعرف انه داخل في اي جنس من الاجناس العالية أو ما دونها کأن تعرف أن الماء مثلاً من السوائل. وهذا هو (الدور الثاني). وکلما کان الجنس الذي عرفت دخول المجهول تحته قريباً کان الطريق أقصر لمعرفة الحد أو الرسم. وسيتضح.
واذا اجتزت الدور الثاني الذي لا بد منه لکل من أراد التفکير بأية طريقة کانت انتقلت الى الطريقة التي تختارها للتفکير ولا بد أن تتمثل فيها الادوار الثلاثة الاخيرة أو الحرکات الثلاث التي ذکرناها للفکر : الذاهبة والدائرية والراجعة.
__________________
(١) الغضن : كل تثن وتكثر في ثوب أو درع أو اذن أو غيرها. ج : غضون ، ويقال : جاء في غضون كلامه كذا : في أثنائه وطياته.
(*) تقدم في مبحث (تعريف الفكر) ص ٢٠ ان الادوار التي تمر على العقل لتحصيل المجهول خمسة : اثنتان منها مقدمة للفكر وثلاثة هي الفكر لتي سميناها بالحركات. وهذا البحث هنا موقع تطبيق هذه الادوار على تحصيل المجهول التصوري. وسيأتي في موضعه موقع تطبيقها على تحصيل المجهول التصديقي وهذا البحث بمجموعه وبيان الادوار قد امتاز بشرحه كتابنا على جميع كتب المنطق القديمة والحديثة.
(٢) يعرف منه : أن النوع في قوله : «تعرف نوعه» وفي قولهم : «الدور الثاني معرفة نوع المشكل» ليس بمعناه المنطقي بل بمعناه العرفي اللغوي وهو الجنس.