وانما يتفق أن يتحقق احدهما بدون الآخر لامر خارج عن ذاتهما نحو : (اما أن يکون الجالس في الدار محمدا أو باقرا) اذا اتفق ان علم ان غيرهما لم يکن (١). ونحو : (هذا الکتاب اما أن يکون في علم المنطق واما أن يکون مملوکا لخالد) اذا اتفق ان خالدا لا يملک کتابا في علم المنطق واحتمل أن يکون هذا الکتاب المعين في هذا العلم. (٢)
ب ـ الحقيقية ومانعة الجمع ومانعة الخلو (٣)
وهذا التقسيم باعتبار امکان اجتماع الطرفين ورفعهما وعدم امکان ذلک فتنقسم الي :
١ ـ (حقيقية) وهي ما حکم فيها بتنافي طرفيها صدقا وکذبا في الايجاب (٤) وعدم تنافيهما کذلک في السلب بمعني انه لا يمکن اجتماعهما ولا ارتفاعهما في الايجاب ويجتمعان ويرتفعان (٥) في السلب.
مثال الايجاب العدد الصحيح اما أن يکون زوجا أو فردا فالزوج والفرد لا يجتمعان ولا يرتفعان.
مثال السلب ـ ليس الحيوان اما أن يکون ناطقا واما أن يکون قابلا للتعليم (٦) فالناطق والقابل للتعليم يجتمعان في الانسان ويرتفعان في غيره.
__________________
(١) فالقضية : اتفاقية حقيقية.
(٢) فالقضية اتفاقية مانعة الجمع.
(٣) راجع الحاشية : ص ٦٦ ، وشرح الشمسية : ص ١١١ ـ ٨٤ ، وشرح المنظومة : ص ٣٧ ، وشرح المطالع : ص ٢٠٠ ، وأساس الاقتباس : ص ٧٧ ، والإشارات وشرحه : ص ١٣٤.
(٤) وهو إنما يصدق فيما إذا كان أحد الطرفين نقيضا للآخر أو مساويا لنقيضه.
(٥) لا يخفى عليك : أن سلب الانفصال الحقيقي مفاده : أن الطرفين ليسا بحيث يمتنع اجتماعهما وارتفاعهما. فيصدق فيما كان الطرفان ممكني الاجتماع فقط ، أو ممكني الارتفاع فقط ، أو ممكني الاجتماع والارتفاع معا ، ولا يختص بالثالث.
(٦) أي : للتعليم العالي ، كما مر في ص ...