٢ ـ ما يکون توهم وجود الترکيب يقتضيها. وذلک بأن يکون الترکيب معدوما فيتوهم أنه موجود. ويسمي (ترکيب المفصل).
٣ ـ ما يکون توهم عدمه يقتضيها. وذلک بان يکون الترکيب موجودا فيتوهم انه معدوم. ويسمي (تفصيل المرکب).
فالمغالطات اللفظية اذن تنحصر في ستة أنواع. فلنشر اليها بالترتيب المتقدم :
ليس المراد بالاشتراک هنا الاشتراک اللفظي المتقدم معناه في الجزء الاول بل المراد منه ان يکون اللفظ صالحا للدلالة على أکثر من معني واحد بأي نحو من انحاء الدلالة سواء کانت بسبب الاشتراک اللفظي أو النقل او المجاز أو الاستعارة أو التشبيه أو التشابه أو الاطلاق والتقييد أو نحو ذلک.
وأکثر اشتباه الناس وغلطهم ومغالطاتهم وخلافاتهم من أقدم العصور يرجع الى هذه الناحية اللفطية حتي انه نقل عن افلاطون الحکيم انه وضع کتابا في خصوص صناعة المغالطة دون باقي اجزاء المنطق وحصرها في هذا القسم من المغالطات اللفظية واغفل باقي الاقسام(١).
ومن أجل هذاکان ألزم شيء للباحثين أن يوضحوا ويحددوا التعبير باللفظ عن مقاصدهم قبل کل بحث حتي لا يلقي الکلام على عواهنه (٢). فان کل لفظ اطاره الذهني الخاص به الذي قد يختلف باختلاف العصور أو البيئات أو العلوم والفنون بل الاشخاص.
__________________
(١) لم نقف عليه مأخذه.
(٢) يقال : «رمى الكلام على عواهنه» أي : تكلم بما حضره ولم يبال أصاب أم أخطأ.