__________________
= ٥ / ١٦ ـ ٧ / ٥٥ ط دار المعرفة بيروت ، كنز العمال : ١٢ / ٦٨٠ رقم الحديث : ٣٦٠٤٤ ط. مؤسسة الرسالة بيروت).
وقال الأستاذ أحمد حسين يعقوب المحامي تحت عنوان :
أسوأ وداع لأعظم إمام عرفته البشرية :
لم يصدف طوال التاريخ البشري أن يدعو ولي الأمر سواء كان خليفة ، أو ملكا وهو مريض بالقسوة والجلافة التي عومل بها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولم يصدف ان اعترض المسلمون خليفة إذا أراد أن يكتب توجيهاته النهائية ، أو يستخلف من بعده بل على العكس قال ابن خلدون في مقدمته :
إن الخليفة ينظر للناس حال حياته ويتبع ذلك ان ينظر لهم بعد وفاته ، ويقيم لهم من يتولى أمورهم. (راجع : مقدمة ابن خلدون ص ١٧٧ ، وكتابنا الخطط السياسية ص ٣٨٢).
لقد مرض أبو بكر مرضا شديدا قبل أن يموت ، وقبل وفاته بقليل دعا عثمان ليكتب له توجيهاته النهائية ، وأصغى المسلمون لأبي بكر ونفذوا توجيهاته النهائية بدقة ، وعاملوه بكل الاحترام ، والتوقير ، ولم يقل أحد منهم إن أبا بكر قد هجر ، ولا قالوا : إن المرض قد اشتد به ، ولا قالوا : حسبنا كتاب الله. (راجع : تاريخ الطبري : ٣ / ٤٢٩ ، وسيرة عمر لابن الجوزي ص ٣٧ ، وتاريخ ابن خلدون : ٢ / ٨٥ ، وكتابنا : النظام السياسي ص ١٥٩).
وعندما كتب أبو بكر توجيهاته النهائية كان عمر يقول : أيها الناس : اسمعوا ، وأطيعوا قول خليفة رسول الله .. (راجع : تاريخ الطبري : ١ / ١٣٨).
مقارنة بين موقف عمر ، وحزبه من أبي بكر وموقفهم من رسول الله!!
فهل لأبي بكر قيمة وقداسة عند عمر وحزبه أكثر من قيمة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وقداسته!!!؟ أجب كما يحلو لك فإنه الواقع المر. ثم انظر إلى موقف المسلمين عند طعن عمر ، وأراد أن يكتب توجيهاته النهائية وقد اشتد به المرض أكثر مما اشتد برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. (راجع : الإمامة والسياسة لابن قتيبة : ١ / ٢١ ـ ٢٢ والطبقات لابن سعد : ٢ / ٣٦٤ وكتابنا : الخطط السياسية ص ٣٦٧ ـ ٣٦٨).
ومع هذا كتب عمر توجيهاته ، وعهد لستة نظريا ، وعهد لعثمان عمليا ، وأمر بضرب عنق من يخالف تعليماته النهائية. (راجع : الطبقات لابن سعد : ٣ / ٢٤٧ وأنساب الأشراف : ٥ / ١٨ ، وتاريخ الطبري : ٥ / ٣٣).
وصارت توجيهات أبي بكر وعمر شرعا سياسيا نافذا لم يقل أحد إن عمر قد هجر!! =