الكتب الأربعة غير هذه الرواية والرجل كنظيره « زياد بن مروان القندي » رُميا بالوقف ، وقد صرّح النجاشي والشيخ به ، لكنّه لا يمنع عن قبول قوله إذا ثبت كونه متحرّزاً عن الكذب.
وثانياً : أنّ أبا عمرو الكشّي روى مسنداً ومرسلاً ما يناهز خمس روايات تدلّ على انحرافه عن علي بن موسى الرضا ، لكنّها معارضة بروايات أُخرى تدلّ على رجوعه إلى الحقّ ، وهذه الروايات مبثوثة في « غيبة النعماني » (١) وكمال الدين للصدوق (٢) ، وعيون أخبار الرضا. (٣)
ولو صحّت الروايات ، لما صحّ ما ذكره ابن الغضائري من أنّه أصل الوقف وأشدّ الناس عداوة للولي من بعد أبي إبراهيم. (٤)
وكما لا يمكن الاعتماد في المقام بما رواه الكشي ، ولعلّه لذلك قال الشيخ في العدّة : عملت الطائفة بأخبار الواقفة مثل علي بن أبي حمزة إذا لم يكن هناك خبر آخر يخالفه من طريق الموثوقين. (٥)
ولقد ألّف بعض الفضلاء المعاصرين رسالة أسماها « النور الجلي في وثاقة البطائني » نقل فيها ما أثر حوله من الشبهات ووردت روايات. (٦)
روى الكليني عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد اللّه ، عن صفوان ابن يحيى ، عن أبي جميلة ، عن حميد الصيرفي ، عن أبي عبد اللّه عليهالسلام قال : « كلّ بناء
__________________
١. الغيبة : ٦١ ، طبعة الأعلمي.
٢. كمال الدين : ١ / ٢٥٩ ، طبعة الغفاري.
٣. عيون أخبار الرضا : ١ / ١٩ ، الطبعة الحجرية ، وقد أتينا بتلك الروايات في كتابنا « كليات في علم الرجال ».
٤. الخلاصة : القسم الثاني ، باب علي : ٢٢٣.
٥. العدة : ١ / ٣٨٠.
٦. مشايخ الثقات ، الحلقة الثانية : ٢٩ ـ ٤٦.