المعلّق : مأخوذ من تعليق الجدار أو الطلاق ، وهو ما حذف من مبدأ إسناده واحد أو أكثر ، كما إذا روى الشيخ عن الكليني وقال : محمد بن يعقوب ، عن علي ابن إبراهيم ، عن أبيه ... ومن المعلوم أنّ الشيخ لا ينقل عن الكليني بلا واسطة ، إنّما ينقل عنه بالسند التالي مثلاً يقول : الشيخ المفيد ، عن جعفر بن قولويه ، عن الكليني.
إنّ جلّ روايات الشيخ في كتابي « التهذيب » و « الاستبصار » روايات معلّقة ، ومثله الصدوق في الفقيه ، لأنّهما أخذا الروايات من الأُصول والكتب ، وذكرا طريقهما إلى أصحابهما في المشيخة ، فربّما يحذفان من صدر السند أكثر من اثنين.
ولكن المعلّق لا يخرج عن الصحيح إذا عرف المحذوف ، وعلم أنّه ثقة ؛ وأمّا إذا لم يعرف القائل ، أو عرف ولم تعلم وثاقته فيلحق بالضعيف. (١)
وأمّا التعليق في « الكافي » فقليل جداً ، لأنّه التزم بذكر جميع السند ، نعم قد يحذف صدر السند في خبر بقرينة الخبر الذي قبله ، مثلاً يقول : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس.
ويقول في الخبر الثاني : ابن أبي عمير ، عن الحسن بن عطيّة ، عن عمر بن زيد. (٢)
فقد حذف صدر السند اعتماداً على السند المتقدّم ، ولأجل ذلك لو نقل
__________________
١. ويمكن أن يقال : إذا علم ما حذف من أوّل السند ، فهو متصل وليس بمعلّق ، بل هو عبارة عن المحذوف من أوّل السند غير المعلوم ، وعندئذ يختصّ بالخبر الضعيف ولا يعمّ الأقسام الأربعة التي كلامنا فيها.
٢. الكافي : ٢ / ٩٦ ، الحديث ١٦ و ١٧.