ثمّ إنّ الصدوق يتفنّن في الحديث المرسل ، فتارة يقول : « عن الصادق عليهالسلام » ، واخرى يقول : « قال الصادق عليهالسلام » فسمّي القسم الثاني من المراسيل بالمرسلات الجزمية ، فهل هي حجّة أو لا؟
ذهب الفاضل التفريشي وغيره إلى حجّية ذلك القسم. قال : إنّ قول العدل : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يشعر بإذعانه بمضمون الخبر ، بخلاف ما لو قال حدّثني فلان.
وقال السيد بحر العلوم : قيل : إنّ مراسيل الصدوق في الفقيه كمراسيل ابن أبي عمير في الحجّية والاعتبار ، وإنّ هذه المزيّة من خواصّ هذا الكتاب لا توجد في غيره من كتب الأصحاب.
وقال بهاء الدين العاملي في شرح الفقيه ـ عند قول المصنّف : وقال الصادق جعفر بن محمّد عليهالسلام : « كلّ ماء طاهر حتّى تعلم أنّه قذر » ـ : هذا الحديث كتاليه من مراسيل المؤلّف رحمهالله ، وهي كثيرة في هذا الكتاب ، تزيد على ثلث الأحاديث الموردة فيه ، وينبغي أن لا يقصر الاعتماد عليها من الاعتماد على مسانيده من حيث تشريكه على النوعين في كونه ممّا يُفتي به ويحكم بصحّته ، ويعتقد أنّه حجّة بينه وبين ربّه سبحانه ، بل ذهب جماعة من الأُصوليّين إلى ترجيح مرسل العدل على مسانيده محتجّين بأنّ قول العدل : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كذا ، يشعر بإذعانه بمضمون الخبر ، بخلاف ما لو قال : حدّثني فلان عن فلان ، أنّه قال صلىاللهعليهوآلهوسلم كذا.
وقال المحقّق الداماد في الرواشح ـ في ردّ من استدلّ على حجّية المرسل مطلقاً ـ : بأنّه لو لم يكن الوسط الساقط عدلاً عند المرسل لما ساغ له إسناد