الراوي ، فمنهم واقف على خصوصيات الراوي بكافة تفاصيلها ، ومنهم من هو دون ذلك وإن كان له معرفة بالرجال ، فلذلك إذا تعارضت تزكية النجاشي مع جرح الشيخ ، فيقدم الأوّل على الثاني ، وما هذا إلاّ لأنّ النجاشي كان له إلمام واسع بهذا الفن في حين انّ الشيخ مع جلالته ، صرف عمره الشريف في علوم شتّى.
هذا كلّه إذا كان المعيار قول الجارح والمزكّي ، وأمّا لو كان ثمة سبيل آخر يكشف عن الحقيقة فهو أولى بالأخذ ، أعني : جمع القرائن ، فمثلاً : انّ داود بن كثير الرقي ضعّفه النجاشي ، وابن الغضائري ، ومع ذلك لم يأخذ المشهور بتضعيفهما وعملوا برواياته ، لأنّ القرائن تشهد على وثاقته ، وانّ النجاشي خرِّيت هذا الفن ، تبع ابن الغضائري في تضعيفه.
كثيراً ما يشتبه المجهول بالمهمل ويستعمل أحدهما بدل الآخر ، بَيْد انّ المجهول غير المهمل ، فالمجهول عبارة عمّن حكم علماء الرجال عليه بالجهالة ، كإسماعيل بن قتيبة من أصحاب الرضا عليهالسلام ، وبشير المستنير الجعفي من أصحاب الباقر عليهالسلام.
قال الطوسي في حقّ الأوّل : مجهول من رجال الرضا عليهالسلام. وذكره البرقي في رجال الكاظم عليهالسلام ، له روايتان في الكافي والروضة.
وقال الطوسي في حقّ الثاني : يكنّى أبا محمد المستنير الجعفي الأزرق ، بيّاع الطعام ، مجهول من أصحاب الباقر عليهالسلام.
وأمّا المهمل فهو عبارة عمّن لم يحكم عليه بمدح ولا ذمّ ، وإن عرف حاله وبان أمره.