ومن المعلوم انّ الجهالة من أسباب الطعن في سند الحديث دون الإهمال ، أي ما سكت علماء الرجال في مدحه أو ذمّه. فلابدّ للمجتهد من تتبّع حاله من الطبقات ، والأسانيد ، والمشيخة والإجازات ، والأحاديث ، والسير ، والتواريخ ، وكتب الأنساب وغيرها.
فإن وقع إليه ما يصلح للتعبير عنه بالمجهولية فذاك ، وإلاّوجب التوقّف.
وبذلك يعلم أنّ وصف كثير من الصحابة بالجهالة ، كما عليه العلاّمة المامقاني في فهرسه ليس بتامّ ، فانّه ذكر قائمة بأسماء عدد كبير من الصحابة ووصفهم بالجهالة.
مع أنّ الصحيح أن يصفهم بالإهمال دون الجهالة ، لعدم وصفهم بالجهالة من قبل علماء الرجال.
ثمّ إنّ من أسباب الطعن في الحديث هو جهالة الراوي بالمعنى الذي ذكرناه ، وامّا الإهمال بمعنى عدم ذكر الراوي بمدح أو ذم ، فليس ممّا يسوغ الحكم بضعف السند أو الطعن فيه كما لا يسوغ تصحيحه أو تحسينه أو توثيقه.
اعلم أنّ بين المَشْيَخة والمَشِيخة فرقاً ، وهو : انّ المَشْيَخة ـ باسكان الشين بين الميم والياء المفتوحتين ـ جمع الشيخ كالشيوخ والأشياخ والمشايخ على الأشهر.
قال المطرزي : إنّها اسم للجمع والمشايخ جمعها.
وأمّا المَشِيخة ـ بفتح الميم وكسر الشين ـ فاسم المكان من الشيخ والشيخوخة ، كالمسيحة من السياحة ، والشيخ والشيخان ، والمتيهة من التيه والتيهان.