وقد استجاب الكليني لرغبته ، حيث قال :
و « قد يسّـر اللّه وله الحمد تأليف ما سألت ، وأرجو أن يكون بحيث توخّيت ». (١)
وهذا الحوار يكشف عن كون ما في « الكافي » صحيحاً عند المؤلف.
يلاحظ عليه : أوّلاً : أنّ السائل إنّما سأل محمد بن يعقوب تأليف كتاب يشتمل على الآثار الصحيحة عن الصادقين عليهمالسلام ولم يشترط عليه أن لا يذكر فيه غير الرواية الصحيحة ، أو ما صحّ عن غير الصادقين عليهمالسلام ، ومحمد بن يعقوب قد أعطاه ما سأله ، فكتب كتاباً مشتملاً على الآثار الصحيحة عن الصادقين عليهمالسلام في جميع فنون علم الدين ، وإن اشتمل الكتاب على غير الصحيحة من الآثار ، أو الصحيحة عن غيرهم أيضاً استطراداً وتتميماً للفائدة.
وثانياً : أنّ كون الرواية أو الروايات صحيحة عند الكليني لا يكون دليلاً على كونها صحيحة عند الآخرين بعد ما كانت شرائط الحجّية مختلفة في الأنظار ، وسيوافيك انّ الصحيح عند القدماء غير الصحيح عند المتأخّرين (٢) ، وعندئذ كيف يمكن الأخذ بعامّة روايات « الكافي » بمجرّد كونها صحيحة عند المؤلّف؟!
تمرينات
١. ما هو الوجه الأوّل لنفي الحاجة إلى علم الرجال؟
٢. هل كان الكليني يعتقد بقطعية روايات كتابه أو لا؟ ولماذا؟
٣. هل كان الصدوق يعتقد بقطعية روايات الكافي ، أو لا؟ ولماذا؟
٤. هل تتسم عامّة روايات الكافي بالصحّة ، أو لا؟ ولماذا؟
__________________
١. الكافي : ١ / ٨ ـ ٩.
٢. لاحظ : الدرس ٣٠.