الشيخ الطوسي ؛ ولكنّه على قسمين : قسم مستند إلى الحس ، وقسم مستند إلى الحدس.
فالأوّل كما في توثيقات الشيخ منتجب الدين ( المتوفّى ٥٨٥ هـ ) وابن شهر آشوب ( المتوفّى ٥٨٨ هـ ) صاحب « معالم العلماء » وغيرهما ، فإنّهم لأجل قرب عصرهم لعصور الرواة ، ووجود الكتب الرجالية المؤلّفة في العصور المتقدّمة بينهم ، كانوا يعتمدون في التوثيق والتضعيف على السماع ، أو الوجدان في الكتاب المعروف أو على الاستفاضة والاشتهار ، ودونهما في الاعتماد ما ينقله ابن داود في رجاله ، والعلاّمة في خلاصته عن بعض علماء الرجال.
والثاني كالتوثيقات الواردة في رجال من تأخّر عنهم كالميرزا الاسترآبادي والسيد التفريشي والأردبيلي والقهبائي والمجلسي والمحقّق البهبهاني وأضرابهم ، فإنّ توثيقاتهم مبنيّة على الحدس والاجتهاد كما تفصح عنه كتبهم ، فلو قلنا بأنّ حجّية قول الرجالي من باب الشهادة ، فلا تعتبر توثيقات المتأخّرين ; لأنّ آراءَهم في حقّ الرواة مبنيّة على الاجتهاد والحدس ، ولا شكّ في أنّه يعتبر في قبول الشهادة إحراز كونها مستندة إلى الحس دون الحدس ، كيف؟ وقد ورد في باب الشهادة انّ الصادق عليهالسلام قال : « لا تشهدنّ بشهادة حتّى تعرفها كما تعرف كفّك ». (١)
تمرينات
١. ما هو الطريق الأوّل لمعرفة وثاقة الراوي ، مع ذكر مثال له؟
٢.هل تنصيص أعلام المتقدّمين على الوثاقة حجّة ، أو لا؟ ولماذا؟
٣. اذكر كلام الشيخ في كتاب العدة ، وماذا أراد منه؟
٤. هل تنصيص أعلام المتأخّرين على الوثاقة حجّة أو لا؟ وهل هناك فرق بين من قَرُبَ عهدهُ من زمان الرواة ومَنْ بعد عنه؟
__________________
١. الوسائل : ١٨ ، الباب ٢٠ من أبواب الشهادات ، الحديث ١ و ٣.