المختار ومناقشات المحدّث النوري
إنّ المحدّث النوري ناقش المختار بوجوه ، نذكرها بتحليل :
الأوّل : انّ هذا التفسير ركيك خصوصاً بالنسبة إلى هؤلاء الأعلام (١) ( أصحاب الإجماع ).
يلاحظ عليه : أيّ ركاكة في القول بأنّ العصابة اتّفقت على تصديق هؤلاء فيما يحكون وبالتالي اتّفقوا على وثاقتهم؟! ولو كان ركيكاً ، فلِمَ ارتكبها نفس الكشّي عند ذكر الطبقة الأُولى ، حيث وضع مكان « تصحيح ما يصحّ عنهم » قوله : أجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأوّلين من أصحاب الإمامين عليهماالسلام؟!
الثاني : لو كان المراد ما ذكروه لاقتصر الكشي بقوله « أجمعت العصابة على تصديقهم ». (٢)
يلاحظ عليه : أنّه إنّما يرد لو قدّم قوله : « وتصديقهم » على قوله : « تصحيح ما يصحّ عنهم » إذ عندئذ لا حاجة إلى الثاني ، ولكنّه عكس في الذكر فجعل قوله : « وتصديقهم » توضيحاً لما تقدّم.
الثالث : انّ أئمّة فن الحديث والدراية صرّحوا بأنّ الصحّة والضعف والقوّة
__________________
١. المستدرك : ٢٥ / ٢٣ ـ ٢٤.
٢. المستدرك : ٢٥ / ٢٣ ـ ٢٤.