والحسن وغيرها من أوصاف متن الحديث تعرضه باعتبار اختلاف حالات رجال السند ، وقد يطلق على السند مسامحة فيقولون في الصحيح عن ابن أبي عمير ، وهو خروج عن الاصطلاح ، فالمراد من الموصول في « ما يصحّ عنهم » هو متن الحديث لأنّه الذي يوصف بالصحة والضعف. (١)
يلاحظ عليه : أنّ الصحّة سواء أفسِّرت بمعنى التمامية أم بمعنى الثبوت ، يقع وصفاً للسند والمتن معاً وليس لها مصطلح خاص حتى نخصّه بالمتن دون السند.
إذا كان المقصود ، هو تصديقهم في حكاياتهم وبالتالي توثيقهم ، فلماذا خصَّت العصابةُ هؤلاء الثمانية عشر بالذكر مع أنّ هناك رواة ، اتّفقت كلمتهم على وثاقتهم؟
والجواب : انّ تخصيص هؤلاء بالذكر ، لأنّهم مراجع الفقه ، ومصادر علوم أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، ولأجل ذلك أضاف في الطبقة الأُولى بعد قوله : « بتصديقهم » ، قولَه : « وانقادوا لهم بالفقه » ، كما أضاف في الطبقة الثانية قوله : « وأقرّوا لهم بالفقه والعلم » ، فلم ينعقد الإجماع على مجرّد وثاقتهم بل على فقاهتهم من بين خرّيجي مدرسة الأئمّة الأربعة عليهمالسلام ، فهذه المميّزات أوجبت تخصيصهم بالذكر.
__________________
١. انظر : المستدرك : ٢٥ / ٢٣ ـ ٢٤.