ثمّ إنّ ما اخترناه من التفسير للموصول والتصحيح ، هو خيرة عدّة من الأعلام ، فنذكره حسب تاريخ حياتهم ، وإليك نصوصهم :
الأوّل : قد فهم ابن شهر آشوب ( ٤٨٨ ـ ٥٨٨ هـ ) من العبارة نفس ما ذكرنا حيث قال في بيان الطبقة الثانية : « اجتمعت العصابة على تصديق ستة من فقهائه ( الإمام الصادق عليهالسلام ) وهم : جميل بن درّاج ، وعبد اللّه بن مسكان ... ».
فقد فهم من عبارة الكشي اتّفاق العصابة على تصديق هؤلاء وكونهم صادقين فيما يحكون.
بشهادة انّه وضع « التصديق » مكان تصحيح ما يصحّ عنه ، وهذا يعرب عن أنّ المقصود من العبارة « تصحيح ما يصحّ » ، « تصديقهم ».
الثاني : انّ الظاهر من كلمات العلاّمة ( ٦٤٨ ـ ٧٢٦ هـ ) في « الخلاصة » هو اختيار ذلك ، حيث قال : « قال الشيخ الطوسي : عبد اللّه بن بكير ، فطحي المذهب إلاّ أنّه ثقة » ، وقال الكشي : « إنّ عبد اللّه بن بكير ، ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه وأقرّوا له بالفقه ».
فأنا أعتمد على روايته وإن كان مذهبه فاسداً ». (١) فانّ الغاية من نقل كلام الكشي ، إنّما هو الاعتذار عن قبول روايته مع أنّه فطحيّ المذهب.
وقد قال بمثل هذا الكلام في أبان بن عثمان الأحمر ، حيث نقل عن علي بن حسن بن فضّال أنّه قال : كان أبان من الناووسية.
ولمّا كان مقتضى هذا الكلام كونه ضعيفاً ، استند في توثيقه وقال : قال أبو عمرو الكشي : إنّ العصابة أجمعت على تصحيح ما يصحّ عن أبان بن عثمان
__________________
١. الخلاصة : ١٠٦ ، باب عبد اللّه ، برقم ٢٤.