الشق الثالث
للتفسير الثاني
قد عرفت أنّ الكشّي ذكر اتّفاق العصابة على هؤلاء في مواطن ثلاثة ، والمراد منها في عامة المواضع أمر واحد ، لكن يظهر من المحقّق الشفتي التفصيل بين العبارة الأُولى وبين الثانية والثالثة ، وانّ المراد من الأُولى تصحيح الحديث ومن الأخيرتين توثيقهم وتوثيق مشايخهم إلى آخر السند ، ولأجل ذلك اكتفى في الطبقة الأُولى بذكر التصديق من دون إضافة قوله : تصحيح ما يصحّ ، دون الأخيرتين.
وإنّما فعل ذلك ، لأنّ الطبقة الأُولى يروون عن الإمام بلا واسطة ، فيكون المراد هو صحّة أحاديثهم ؛ بخلا ف المذكورين في الطبقة الثانية والثالثة ، فهم يروون تارة بلا واسطةوأُخرى معها ، فيكون المراد توثيق مشايخهم.
يقول المحقّق الشفتي في هذا الصدد : إنّ نشر الأحاديث لمّا كان في زمن الصادقين عليهماالسلام وكان المذكور في الطبقة الأُولى من أصحابهما ، كانت روايتهم غالباً عنهما من غير واسطة ، فيكفي للحكم بصحّة الحديث تصديقهم ؛ وأمّا المذكورون في الطبقة الثانية والثالثة ، فقد كانوا من أصحاب الصادق والكاظم والرضا عليهمالسلام ، وكانت رواية الطبقة الثانية عن مولانا الباقر عليهالسلام مع الواسطة ، وكانت الطبقة